وكيل وزارة الشؤون الإسلامية يلتقي طلاب برنامج زمالة الوسطية والاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز من 40 دولة

عقد فضيلة الشيخ الدكتور عواد بن سبتي العنزي، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية، لقاءً تفاعليًا مع الطلاب الدوليين المشاركين في برنامج زمالة الوسطية والاعتدال من جامعة الملك عبدالعزيز ، وذلك خلال لقاءٍ حواري مفتوح تناول سبل تعزيز قيم الوسطية والاعتدال وتطبيقاتها في العصر الحاضر.
وأوضح فضيلته في مستهل اللقاء أن برنامج زمالة الوسطية والاعتدال يُعد أحد البرامج الرائدة التي تتبنّاها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتعاون مع وزارة التعليم، وبيّن أن البرنامج يهدف إلى تأهيل نخبةٍ من الطلاب الدوليين ليكونوا سفراء للوسطية في بلدانهم، مضيفاً: "نسعى من خلال هذا البرنامج النوعي إلى إعداد كوادر علمية متميزة تحمل الفكر الوسطي المعتدل، وتمتلك القدرة على التأثير الإيجابي في مجتمعاتها، وفق قيم الإسلام السمحة ومنهجه الوسطي الأصيل".
واستعرض فضيلته الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، موضحًا أن هذا النهج يمثل ركيزةً أساسية في تاريخ المملكة منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، مرورًا بعهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وصولًا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.
ووجّه فضيلته رسالةً مهمة للطلاب الدوليين -لاسيما القادمين من مجتمعات الأقليات الإسلامية- مؤكدًا أهمية التمسك بالمنهج الوسطي المعتدل في معالجة قضايا مجتمعاتهم. وحذّر فضيلته من مخاطر الانجراف وراء التيارات المتطرفة التي تشوه صورة الإسلام الحقيقية، داعيًا إلى تحصين المجتمعات ضد الأفكار المنحرفة. كما أبرز فضيلته الدور المحوري للطالب الدولي في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي في مجتمعه، باعتباره سفيرًا للوسطية والاعتدال.
وشهد اللقاء حضور سعادة الدكتور ماجد بن حاتم الحارثي، المدير التنفيذي للوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز الجهة المنفذة للزمالة، وأثنى سعادته على المضامين القيّمة التي قدمها فضيلة الشيخ الدكتور العنزي، مؤكدًا على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال محليًا وعالميًا.
وشهدت الجلسة الحوارية المفتوحة تفاعلًا لافتًا، حيث أجاب فضيلته على استفسارات الطلاب المتنوعة، مستعرضًا آليات تطبيق الوسطية في المجتمعات المختلفة، ومستشهدًا بالهدي النبوي الشريف في التعامل مع مكونات المجتمع المختلفة في المدينة المنورة، باعتباره نموذجًا عمليًا للوسطية والتعايش.
كما تناول النقاش سبل مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه المسلمين في مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على أهمية تعزيز التواصل الحضاري مع المجتمعات الأخرى، ودور الشباب المحوري في نشر قيم الاعتدال والتسامح.
وأكّد فضيلته خلال النقاشات على أهمية الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى المبادرات العديدة التي تتبنّاها المملكة في مجال تعزيز قيم الوسطية والاعتدال على المستوى المحلي والعالمي.
وعبرّ الطلاب المشاركون عن عميق شكرهم وامتنانهم للمملكة العربية السعودية، ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على ما يحظى به طلاب المنح من رعايةٍ كريمة، وعنايةٍ فائقة تؤهلهم لخدمة بلدانهم ومجتمعاتهم.
كما ثمّنوا جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلةً في معالي وزيرها الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، في دعمه برنامج الزمالة، وتعزيز التواصل المباشر مع طلاب المنح الدوليين.
وأعربوا عن جزيل تقديرهم لوقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لوالديه -يرحمهم الله- على رعايتهم الكريمة لبرنامج الزمالة.
واختتم الطلاب لقاءهم بتوجيه الشكر لفضيلة الشيخ الدكتور عواد العنزي على ما قدمه من توجيهاتٍ قيّمة وخبراتٍ عملية في مجال الوسطية والاعتدال، مؤكدين استفادتهم الكبيرة من هذا اللقاء المثمر.

|
آخر تحديث
1/18/2025 5:40:15 PM
|
|
|