بهدف رفد صناعة الأوقاف بكوادر بشرية مؤهلة تُسهم في تطويرها ونمائها؛ أطلق الوقف العلمي بالشراكة مع كلية الأعمال برابغ بجامعة الملك عبدالعزيز الدبلوم الأكاديمي المهني إدارة واقتصاديات الأوقاف الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة. ويهدف الدبلوم إلى تطوير أداء المؤسسات الوقفية وتعزيز دورها في تنمية المجتمع وتحقيق رؤية المملكة، كما يهدف إلى تطوير معارف وخبرات القيادات الإدارية والعاملين في المؤسسات الوقفية، وإكساب المتعلمين المهارات الأساسية واللازمة لإدارة وتطوير الأوقاف بكافة أنواعها، إضافةً إلى نشر المفاهيم العصرية وأفضل الممارسات لإدارة الأوقاف واستثماراتها. ويستهدف نظّار الأوقاف الذّرية والخاصة وقيادات المؤسسات والشركات الوقفية، كما يستهدف العاملين والممارسين في صناعة الأوقاف إلى جانب المهتمين بالقطاع الوقفي.
وفي لقاءٍ خاص مع سعادة وكيل التنمية الاجتماعية الأسبق والمهتم بالأوقاف التنموية الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان؛ أعرب عن سعادته بهذا الحراك العلمي التطويري للعمل الوقفي، مشيرًا إلى أن دبلوم إدارة واقتصاديات الأوقاف هو صيدٌ ثمين لأنه قُدّم بشكلٍ احترافي تطبيقي علمي يلامس احتياج الواقع، وهو لبنةٌ أساسية ونقطة انطلاقٍ نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تطوير الكيانات الوقفية، ومن ناحيةٍ أخرى؛ أشار المدير التنفيذي للوقف العلمي الدكتور عصام بن حسن كوثر إلى وجود حاجة ماسّة إلى دبلوم إدارة واقتصاديات الأوقاف حتى يرتقي القطاع الوقفي بالقوى البشرية العاملة لديه كي يتمكن من المساهمة في تحقيق رؤية الوطن، كما أكّد مساعد المدير التنفيذي للوقف العلمي الدكتور فؤاد بن صدقة مرداد بأن التحاق المتخصصين من قيادات الأوقاف والعاملين بها إلى هذا الدبلوم النوعي والعملي الذي يجمع بين المعرفة وبين الممارسة التطبيقية على أرض الواقع، هو فرصةٌ حقيقية وقيمةٌ مضافة لكل من يتحصّل عليه.
وقد حرص الوقف العلمي خلال مرحلة إعداد وتطوير المواد العلمية للدبلوم على استقطاب نخبةٍ من الأكاديميين والخبراء والممارسين الأكفاء في القطاع الوقفي ليتم الخروج بعشر مقرراتٍ علمية مُحكّمة ستُدرّس بمنهجياتٍ وأدوات تعليمٍ معاصرة إلى جانب استعراض حالاتٍ عملية تطبيقية، ومن المقرر أن تغطي المواد العلمية العشر أبرز الموضوعات في القطاع الوقفي والتي تتضمن القضايا الشرعية والنظامية للأوقاف، مبادئ محاسبة الأوقاف والأساليب الحديثة للمراجعة، حوكمة المؤسسات الوقفية، مهارات أساسية للقيادات الوقفية وغيرها من الموضوعات.
ويُعد دبلوم إدارة واقتصاديات الأوقاف إضافةً بارزة في سجل البرامج النوعية التي أطلقها الوقف العلمي في سياق تطوير القطاع الوقفي في المملكة، حيث أن هذا البرنامج وغيره من البرامج المماثلة يعمل على تلبية احتياجات سوق العمل في القطاع الثالث من خلال تأهيل العاملين فيه ورفده بالكفاءات بما يصب في تنميته للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة، والتي من أحد محاورها رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من أقل من 1% إلى 5%.