من نحن

الحمد لله رب العالمين، والصـلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.. فإن للوقف دورًا مشهودًا في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث قامت على أساسه النهضة العلمية، حين وَفَّرَ للعلماء وطلبة العلم مناخًا مستقرًّا، وكفل لهم موردًا ثابتًا مستديمًا مما أتاح لعلماء المسلمين نوعًا من حرية البحث، فعكفوا على الإنتاج العلمي، والذي تمخض عنه هذا التراث الزاخر من المعارف في مختلف المجالات. ولا يخفى على أحد أن أمّتنا أحوج ما تكون الآن لإحياء ذلك الدور الهام لتمويل مشروعات بناء الحضارة الإسلامية من جديد وفي مقدمتها مشروعات البحث العلمي والتطوير التقني. إن جامعة الملك عبدالعزيز بما يتوافر لها من مقومات التميز الأكاديمي تسعى للتحول إلى جامعة بحثية. فتوفير قاعدة أساسية للبحث العلمي يحتاج إلى مخصصات ضخمة؛ سواء لإنشاء مكتبة متخصصة في البحث العلمي تعتمد على تقنيات الاتصال المنتظم مع قواعد المعلومات المتخصصة في المجالات العلمية المختلفة، أو إلى تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة والمعدات العلمية. ولمواجهة هذا التحدي الكبير تم تأسيس الوقف العلمي لدعم الأبحاث التي تخدم المجتمع وتعالج مشكلاته، ثقة منا في أن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة، وهي أمة مأمورة بفعل الخير كما قال الله تعالى {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}،سورة البقرة148 وفي مقدمة أعمال الخير الإنفاق على البحث العلمي الذي هو أمل الأمة في التقدم والتطوير. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر» (رواه الطبراني عن سمرة بن جندب) وكما قال الإمام عبدالله المبارك: (لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم).


آخر تحديث
9/25/2013 4:15:57 PM