مبادرة (بقاع خضراء)؛ خطوةٌ على طريق الاستدامة البيئية وجودة الحياة

 





يطلق الوقف العلمي بالشراكة مع مركز التميز البحثي في المواد المتقدمة بجامعة الملك عبدالعزيز، مبادرة (بقاع خضراء) تحت شعار: افرزها لندوِّرها، وهي مبادرةٌ مجتمعيةٌ تطوعية تُعد الأولى من نوعها، إذ تهدف بشكلٍ رئيسٍ إلى إدارة النفايات بشكلٍ فعَّالٍ ومستدام في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج للعام الحالي 1446هـ، وذلك من خلال عمليات الجمع والفرز بل وحتى الفرز من المصدر في بعض الحالات، بغية تحسين المشهد الحضاري، وتنمية الالتزام البيئي المجتمعي، وتوضيح السلوكيات السليمة للتعامل مع المخلفات بأنواعها.
وتتمحور أهداف مبادرة (بقاع خضراء) حول جانبين: البحثي والتشغيلي، حيث تركِّز الأهداف البحثية على تطوير تقنيات إدارة النفايات، وتحسين عمليات إعادة التدوير، وتقييم الأثر البيئي والاقتصادي، ودعم الأبحاث العلمية الطلابية، وتقديم الاستشارات العلمية، في حين تركِّز الأهداف التشغيلية على الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والمقدَّرات الطبيعية، والعمل على الحدِّ من الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن التخلُّص من النفايات بطرقٍ غير آمنة، وتحسين جودة الحياة عبر تحقيق الاستدامة البيئية التي تُعد أحد محاور رؤية السعودية 2030، ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية تعزيز الاقتصاد الدائري، وتعزيز قيمة التطوع والمشاركة الفاعِلة في خدمة المجتمع.
وسيتم تنفيذ الجانب التشغيلي من المبادرة من خلال مسارين: المسار التوعوي والمسار الميداني، إذ سيتم تنفيذ حملةٍ إعلاميةٍ توعوية تدعم أهداف المبادرة، وذلك عبر نشر رسائل إرشاديةٍ مبسَّطة للحجاج في مواقع التواصل الاجتماعي، تحثُّهم على التفاعل مع المبادرة، في حين سيتم توفير حاوياتٍ في المشاعر المقدسة للتخلُّص من النفايات لديهم في الحاويات المخصصة وفقًا لنوعها.
وظهرت الحاجة إلى إطلاق مبادرة (بقاع خضراء)، بعد إجراء مسحٍ ميداني وعمل دراسات، تبيَّن من خلالها وجود كمياتٍ هائلةٍ ومتنوعة المصدر من النفايات في المشاعر المقدسة بعد انتهاء موسم الحج سنويًا، لا يتم إتلافها بالطرق الآمنة صحيًا وبيئيًا. ومن هنا؛ تضافرت الجهود والخبرات بين جهاتٍ فاعلةٍ من القطاعين العام والخاص لمعالجة هذه المشكلة، حيث تعاون الوقف العلمي مع كلٍ من مركز التميز البحثي في المواد المتقدمة بجامعة الملك عبدالعزيز بصفته الشريك البحثي، وأمانة العاصمة المقدسة بصفتها الشريك اللوجستي من خلال إشرافها على إعداد الخطة التشغيلية وتنفيذها وفق المعايير المناسبة وضمن مستهدفات الشراكات المجتمعية، والمركز الوطني لإدارة النفايات (موان) بصفته الشريك الاستراتيجي عبر دوره التنظيمي والإشرافي، وشركة جودي الذهبية بصفتها الشريك التنفيذي.
وتطمح المبادرة إلى توظيف الإمكانيات الفكرية والبشرية في استخدام المواد المُعاد تدويرها في صناعاتٍ محليةٍ تدعم الإنتاج المحلي، وتعزز الاقتصاد الدائري، وتحسِّن من السلوكيات المجتمعية، لإيجاد بيئةٍ صحيةٍ وحضاريةٍ وجاذبةٍ استثماريًا.
تجدر الإشارة إلى أن (بقاع خضراء) تُعد إحدى برامج مبادرة (لا ترمها بل أوقفها) التي أطلقها الوقف العلمي منذ 12 عامًا، والذي كان له فيها السبق بصفته أول جهةٍ على مستوى المملكة العربية السعودية تطلق مبادرةً في مجال إعادة التدوير، فضلًا عن إشراكه لأفراد المجتمع في عملية التنمية المستدامة، وتحقيقه التكامل الفعّال بين مختلف القطاعات، حيث شاركت العديد من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية في برامج المبادرة، ونتج عنها تدوير مئات الأطنان من النفايات الاستهلاكية.


آخر تحديث
5/26/2025 2:36:02 PM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :